التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2025

بدايةً بالعلاقات ونهايةَ بالاستعمار : التسّلط نذيرًا بخراب العمران

   نشرت هذه المقالة على موقع ساسة بوست في تموز 2018 ، وأقوم الآن بإعادة نشرها على مدوّنتي بعد حذف الموقع عن الانترنت.        شكوى الكثيرين من اصحاب العلاقات الغرامية غير الناضجة والذين ينتهي بهم المطاف إلى انهاء العلاقة و غالباً ما يكررون عبارات من قبيل "لو بقينا اصدقاء" تستحق الوقوف عندها قليلاً. فبالرجوع لعلاقة الصداقة فهي قائمة على أقران متشابهين كلاهما بلا سُلطة ، أما ما يُدعى الحب أو الزواج فهو -في مجتمعاتنا- يقوم حقيقة على فرد صاحب سلطة آمر ناهي وآخر مطيع إن جاز التعبير، وغالباً ما يتم تبرير ذلك بخزعبلات متوارثة   ليلاقي الخضوع أو القبول.          التأمل في هذا يوضّح أن هذه العلاقات السلطوية بين الأفراد ما هي إلا انعكاس للعلاقة السلطوية الأبوية  والذكورية الممارسة في الاسرة والسياسية الممارَسة في المجتمع ككل؛ كأزواج المعلم والطالب ، المدير والموظف ، الشرطي و المواطن، إلخ.. وكتعويض تنفيسي يبدأ كل من تعرّض للقهر ممارسته   على من يراه أدنى منه منزلة، وينتهي الأمر بالوصول   لحلقات كحلقات الاولمبياد قوامه...

عن العزّة و الحياء ...

 قراءة سريعة في فن الغناء الأصيل ...     من المتداول عن العرب قديمًا أنهم كانوا حريصين على إخفاء مشاعرهم لا سيّما فيما يتعلّق بالهوى، وكانوا يرون في الإفصاح عنه ضعفًا وهوانًا. فها هو الأصمعي يتجوّل في البادية وإذا به يرى صخرة مكتوب عليها : أيا معشر العشاق بالله خبّروا إذا حلّ عشق بالفتى كيف يصنع فكتب الأصمعي بيتًا تحته يرد عليه : يداري هواه ثم يكتم سره ويخشع في كل الأمور ويخضع فعاد في اليوم الذي يليه ليجد: وكيف يداري والهوى قاتل الفتى وفي كل يوم قلبه يتقطّع فكتب الأصمعي: إذا لم يجد صبرًا لكتمان سره فليس له شيء سوى الموت ينفع فجاء الأصمعي بعدها فوجد شابًا ميتًا بجانب صخرة وقد كتب عليها: سمعنا أطعنا ثم متنا فبلّغوا سلامي إلى من كان بالوصل يمنع هنيئًا لأرباب النعيم نعيمهم وللعاشق المسكين ما يتجرّع هذه القصة توّضح حالة المكابرة التي كانت سائدة حينها عند العرب -ولا زالت- ، ونذكر أيضًا على سبيل الذكر لا الحصر قول المتنبي: الحب ما منع الكلام الألسنا و ألّذ شكوى عاشق ما أعلنا وقال أيضًا: وأحلى الهوى ما شكّ في الوصل ربّه وفي الهجر فهو الدهر يرجو ويتّقي ...

لأبي الحبيب... رسالة حُب، لا رِثاء

هذه ليست رسالة وداع، ولا رثاء لأب رحل... بل هي محاولة للحفاظ على وعد قطعته، أن يكون حبي له أكبر من حزني عليه. كتبتها لأبي -رضي الله عنه وأرضاه- في ذكرى ميلاده السادسة والخمسين، بكل ما في قلبي من امتنان. أتذكر يا أبي آخرَ يومٍ من بيت عزائك، حين وعدتُك أن يكون حبّي لك أكبر من حزني عليك؟ رغم أن عقلي كان غارقًا في صدمتَي مرضك ووفاتك، إلا أن الجزء منه الذي يُجيد مواجهة الحياة بأفكاره، بقي حاضرًا. لكن ذلك الوعد كان كلامَ مَن لم يَخبَر الفقد بعد؛ فكان الغياب أكبر مما احتملت، والامتحانُ أصعب مما ظننت. ومع ذلك، سأحاول في هذه الرسالة على الأقل أن أُنحي حزني جانبًا، لأتحدث عن حبّي لك فحسب. لا زلتُ، يا أبي، على عهدك. أفعل ما تحب، وأتجنّب ما تكره، بدرجةٍ أكبر من السابق حتى. كيف أشرح لك هذا؟ أتذكر حين كنتَ تغار وتطلب مني ألا أضع العطر خارجًا، فأقول لك: "حاضر، سأكتفي بتعطير الملابس في الخزانة"؟ الآن حتى هذا تركتُه، ويندر أن أفعله، لأُثبت لنفسي أن الغياب ما زادك إلا حضورًا. وعلى سيرة العطر؛ كنتُ مرّة أجرّب روائح العطور في السوق بدافع الفضول، لا الشراء. فعلِقت في ذهني رائحة طيلة ذلك اليوم. عد...